Recent Tube

top-bannner2-1

Post Top Ad

Sunday, 3 December 2017

رواية (ايظن...؟!) لبربارة ماكماهون الفصل 9 والاخير

24331539_1365989493523256_208988810_n



الفصل التاسع:فردوس استوائي

مع حلول يوم الأربعاء ابتدأت موللي تفكر في أنه كان عليها أن تواجه نك و توضح له أنها تريد إنهاء الاتفاقية. لقد ساعدها ليلة واحدة و من المؤكد أن كل ما ساعدته به حتى الآن قد سددت به حسابه عليها.
كانت يوم الثلاثاء قد فتحت المجيب الصوتي إذ لم يعد بإمكانها إبقاؤه مقفلا لكثرة الرسائل التي محتها دونما الاستماع إليها. ربما سترسل إليه رسالة قصيرة و بذلك لا تضطر إلى رؤيته مرة أخرى بل توضح له أن علاقتهما انتهت و أن عليه أن يختلق قصة لأمه كي يفسر سبب فسخ خطبتهما. وكلما أسرعت بذلك كان أفضل فهي تمضي من وقتها في التفكير به أكثر مما تمضيه في العمل. لقد امضت في تأمل هذا اللتخطيط أمامها عشر دقائق دون أن تتذكر ما يمثل.
و فجأة تملكها القلق فرفعت نظرها و إذا بها ترى نك يجتاز القاعة المكشوفة و كأنه مالك شركة زنتك و لكن حتى المالك لا يسير بهذه الغطرسة. وضعت القلم من يدها و استجمعت شجاعتها.بدا رائعا كعادته و أقرب إلى القرصان الغاضب. التقت نظراته بنظراتها فلم تستطع أن تشيح بنظرها.ربما كان عليها أن تجيب على مكالمة واحدة على الأقل.
قال نك دون تحية وهو يقف بجانب مكتبها يحملق فيها:" هل المجيب الصوتي في هاتفك معطل أم انك لا تجيبين؟"
فرطبت شفتيها الجافتين مجيبة:" ولماذا أفعل هذا؟"
- هذا سؤال حسن ليس لدي الإجابة عليه.احاول الاتصال بك منذ يوم السبت.لماذا خرجت بذلك الشكل المفاجئ؟
- لم اكن اعلم كم سيستغرق التحقيق مع الرجل الذي تشك فيه.هل كان مذنبا؟ هل هو الشخص الذي اختلس النقود؟
- نعم وهو في حراسة الشرطة الآن.
- عمل دوني في البار انتهى الآن ؟
أومأ وقد ضاقت عيناه قليلا ثم نظر إلى ساعته وقال :" حان وقت الغداء تقريبا, أحضري حقيبتك و سنذهب لنتغدى معا."
كانت تعلم أن عليها أن تعترض ففتحت فمها لترفض و إذا بجاستين يظهر.كان مؤخرا يعمل مع ناثان في عمل فني لكنه استمر ينظر في اتجاه موللي.
نظرت إلى نك بابتسامة حب متألقة:" ما أجمل هذا يا حبيبي! كم أحب ذلك"
تناولت محفظة يدها وهي تقول:" فليكن مطعما عاديا لأن ثيابي لا تليق بمكان فخم."
ثم تأبطت ذراعه وهي تخفق له بأهدابها. توترت عضلات ذقنه: "مسرور جدا يا حبيبتي لأنك منحتني من وقتك."
- وقتي كله لك يا حبيبي.
قالت هذا بصوت مرتفع ليسمعه جاستين و يقتنع بأنهما هي ونك مازالا حبيبين!
عندما استدار رأى نك جاستين فأومأ باتجاهه ثم نظر أمامه.
- ما الذي يجري يا موللي؟ تتجاهلينني حتى تعود حاجتك إلي فتتمسكي بي لتخدعي خصمك.
- خصمي؟
- أعني جاستين.
- نك, أنت دعوتني إلى الغداء و نحن مخطوبان على كل حال.فلماذا لا يسرني أن أرى خطيبي؟
- أخبريني أولا لماذا تجاهلت مكالماتي؟
سكتت حتى أصبحا في المصعد فتخلت عن مظهر الشغف الذي كانت تتظاهر به.و كان الراكبان الآخران في المصعد يجعلان من الحديث بينهما مستحيلا, فانتظرت حتى يصبحا وحدهما. ثم قالت له و هما يسيران نحو "ماركت ستريت":" كنت مشغولة هذا الأسبوع."
- مشغولة إلى حد أنك لم تستطيعي الاتصال بي لتخبريني بأنك مشغولة؟ أو لتجيبي على مكالمات أمي؟
لم تكن أصغت إلى المكالمات بعد اليوم الأول ظنا منها أنها كلها منه:"لم أكن أعرف."
- إنها تريد جوابا لاقتراحها إقامة حفلة عشاء صغيرة في العطلة الأسبوعية القادمة.
- أنا خارجة من البلد.
- هذا ما أخبرتها به. سنذهب إلى سان دييغو لنشرف على تعليق لوحاتك.
توقفت عن السير متجاهلة دفع الناس لها و هي تقف فجأة, وحملقت فيه: " ماذا فعلت؟"
أمسك ذراعها يقودها على الرصيف المزدحم:" تحدثنا عن ذلك يوم الأحد و من المؤكد أنك لم تنسي ذلك."
- أنت اقترحت ذلك لكنني لم أقل قط أنني سأذهب.
- لقد حجزت تذاكر لصباح السبت الباكر و سنعود مساء الأحد.
- يا لوقاحتك! لكنني لن أذهب معك يا نك0 إنها خطبة زائفة هل نسيت؟
- هل هذا ما يقلقك ؟ لقد حجزت جناحا بغرفتي نوم. شرفك مصان معي يا موللي.
- لا ليس هذا ما يقلقني.
وسكتت فجأة و قد أدركت ما كانت ستقوله.آخر ما تريده هو أن تنبئه بأنها تعاني من تغيير مشاعرها نحوه. ألن يبهجه هذا الخبر؟
- ماذا إذن؟
- أنا ذاهبة إلى المنتجع هذه العطلة. ذلك الذي كنت سأذهب إليه من قبل.
قالت هذا بشيء من الفظاظة.
- تعالي معي إلى سان دييغو.
رفعت بصرها فرأت حدة المشاعر في نظراته و بدت عيناه و كأنهما تخترقان أعماقها. سألها:" ألم تذهبي إلى سان دييغو قط؟"
هزت رأسها و قد سمرتها نظرته. وقالت:"سمعت أنها جميلة."
- " خليج ميشين" ساحر للغاية و فندق ماغيللان مصصم لكي يسحر السحر نفسه. قولي إنك ستأتين.
حولت نظراتها بعيدا محاولة أن تتذكر سبب رغبتها في الابتعاد عنه. حتما لا ضرر هناك من عطلة أسبوعية ... كما أنها ستحظى بفرصة كي تزور سان دييغو... ترى لوحتها في ردهة فندق شهير... وتقضي عطلة أسبوعية مع نك.سوف تراه في مكانه الطبيعي صاحب الفندق المهيب مباهيا بأحد فنادقه.ربما ستشمئز منه فيصبح من السهل عليها أن تقول له مساء الأحد وداعا.
لكن هذه الاستنتاجات توقفت :" لا أستطيع الذهاب."
- إما هذا و إما تلك الحفلة في بيت أمي.
- لا. هذا ير ممكن.أخبر أمك أننا راحلان.ثم اجلس في بيتك ولا تجب على الهاتف.
- كما فعلت أنت طوال الأسبوع؟
فقالت رافضة الهزيمة:" كنت مشغولة."
تنحى نك جانبا و أشار إلى موللي بالدخول إلى مكان لبيع الشطائر. انضما إلى الصف بانتظار ما يريدان شراءه.فنظرت حولها و رأت شخصا يعمل معها. كانت غالبا ما تأكل في هذا المكان وكانت تعلم أن كثيرين من موظفي زنتك يفضلونه على سواه. وعندما لوح لها زميلها بيده ردت عليه بالمثل. ثم التفتت إلى نك آملة بأن تبدو مستمتعة بوقتها وليس غاضبة. إذا أنهت علاقتها مع نك ستسري الأقاويل عنها في العمل! لقد تعبت من كونها مصدرا للشائعات و الأقاويل.
سألها:" هل هو من أصدقائك؟"
- زميل في العمل.
ثم تقدمت بطلبها و انتظرت حتى طلب نك ما يريده و دفع ثمن الشطيرتين و الشراب ثم سارا ينتظران ما طلباه.
- هل نأكل في الخارج؟
سألته ذلك, غير راغبة في التحدث في مثل هذا المكان المزدحم. من يدري من سيسمعهما؟
- يمكننا أن نذهب إلى "إمباركاديرو" إذا شئت
كان لطيفا سمح الخلق. وتمنت لو أنه متغرطس كعادته أحيانا فذلك يسهل الأمور عليها.
- أي تهديد ستستعمله معي لإرغامي على الذهاب إلى سان دييغو؟
بدا الهزل في عينيه:" تهديد؟ ألا تصلح الدعوة البسيطة؟"
فهزت رأسها بحذر:" لا أريد أن أذهب."
- ألا تريدين الذهاب بشكل مطلق أم أنك لا تريدين الذهاب معي؟
سكتت قليلا ثم قالت :" معك"
- قلت لك ليس هناك ما تخافينه.
- مجرد وجودي معك يجعلني أخاف.
- آه و السبب؟
كان قلبها يخفق و نبضها يتسارع لمجرد وجودها بقرب نك فكيف يكون الأمر لو أمضت نهاية الأسبوع معه؟ كانت واثقة من أنهما سيحصلان على أفضل خدمة. و سان دييغو معروفة بتألق شواطئها و مناظرها الطبيعية و جوها الدافئ ... وهي لن تحصل على مثل هذه الفرصة مرة أخرى.كما أنها سترى لوحتها معروضة في الردهة و ستمضي أياما أخرى مع نك بايلي.
و نظرت موللي إليه مرة أخرى:" لا بأس, صباح السبت سننطلق إلى سان دييغو, كيف حال أمك ؟"
- تتحسن بشكل ملحوظ.
- لن يكون علينا إذن أن نتابع هذه التمثيلية لفترة طويلة؟
هز كتفيه.ولسبب ما لم يشأ أن يعطي موللي موعدا يمكنهما فيه أن ينهيا هذه <التمثيلية> كما تسميها.صحة أمه كانت تتحسن بسرعة وقد تحدث مع طبيبها أمس فأخبره هذا [أنها ستستعيد عافيتها تماما في أسرع وقت.
كان أذكى من أن يعتقد أن صحة أمه ستنهار حين يخبرها بأنه و موللي انفصلا لكنه كذلك لا يريد أي انتكاسات. واستمرارهما لمدة أطول ليس فيه أي ضرر.

سألها:" هل هناك رجل آخر تفضلين رؤيته؟"
- طبعا لا. بعد خدعة جاستين أتظنني أريد أن الخروج مع رجل بهذه السرعة؟ هذا مستحيل.
- ما الداعي إذن إلى الإسراع في إنهاء اتفاقيتنا؟
أخذ يتأمل ملامحها متمنيا لو استطاع أن يقرأ الأفكار. ما الذي يجري داخل رأسها هذا؟
لقد عادت عليه هذه الاتفاقية بفوائد كثيرة. فكارمن توقفت عن إزعاجه وأمه تتماثل للشفاء, كما أصبح لديه مرافقة للمناسبات الاجتماعية مرافقة لم يكن يتوقعها ولا تحاول التأثير عليه على الدوام. وهذه الصفة الأخيرة كانت مفيدة أكثر مما كان يتوقع في البداية. ربما كان عليه أن يعقد خطبة مماثلة منذ وقت طويل.
قال ببطء:" أنا في الواقع غير مستعجل على إنهاء الخطبة."
نظرت إليه بدهشة :" هل تمزح؟ لم لا؟"
- ولماذا ننهيها إنها تمنحنا حماية ضد الآخرين و يجد كل منا شخصا يقوم معه بنشاطات دون ارتباط.
نظرت بعيدا وهي تنهي آخر قضمة من شطيرتها:" أنا أفهم رغبة الرجال في عدم الارتباط لكنني أريد أن أتزوج يوما ما و يكون لدي أولاد.أريد أن أشيخ أنا و زوجي."
قطب نك حاجبيه إذ لم يعجبه أن يتصور موللي في سن الشيخوخة مع أي رجل.إنها شابة رائعة الجمال مليئة بالحيوية. بإمكانه أن يراها مع
أولاد و يعلم أن عينيها تتألقان بهجة بهم و ستكون مرحة خالية البال وتملأ أولادها بالبهجة. حاول أن ينسى تلك الصورة لكنها لم تفارق خياله. سألها:" لا أحد يقول إنه لا يمكنك الحصول على ذلك. ولكن هل أنت مستعدة للقيام بذلك الآن ؟"
- الآن ... فيما بعد ... من يعلم متى يأتي الحب؟
- الحب شعور عاطفي بالغوا في تقديره تمنحه النساء لتجميل الغرائز الأساسية التي ترافق البشر.
قالت مازحة:" رجل ساخر."
فأجاب باللهجة نفسها:" امرأة حالمة."
فقالت وهي تنهض واقفة:" مسموح للفنان بذلك.لا بأس لقد بلغت هدفك لأننا سنذهب معا إلى سن دييغو. علي أن أعود الآن إلى عملي. سأراك صباح السبت.هل أوافيك إلى المطار؟"
فقال وهو ينهض أيضا:" آه لا. لن أجازف بذلك. إذ ربما تكتشفين أنك مشغولة جدا.سآتي لأخذك عند السادسة."
- صباح السبت؟إنه اليوم الذي أتأخر فيه في النوم.
تقلع طائرتنا عند الثامنة صباحا. أظنك ستحبين تضييع النهار سدى.يمكننا أن نكون على الشاطئ في سان دييغو قبل الغداء.
لم تكن موللي معتادة على مثل هذه الرحلات العفوية. فهي نادرا ما تذهب في إجازة و فكرة الطيران إلى سن دييغو للاستلقاء على الشاطئ عند الظهر ملأتها بهجة.لقد حصل نك على هدفه و هي ستذهب معه في العطلة الأسبوعية المقبلة.كيف حدث هذا؟ في عطلة الأسبوع يحصل الكثير.
افتتنت موللي بسان دييغو تماما كما توقع نك حتى عندما رأتها من 
الطائرة. كان الهواء أكثر دافئا و رقة من هواء سان فرانسيسكو الجاف. كما كانت أشجار النخيل تتهادى على جانبي الجادة التي كانت سيارة الفندق تنطلق بهما فيها إلى الفندق. كانت النباتات المتعرشة تغطي جدران البيوت و تحيط بأبوابها, فيزيد ذلك في بهجة النفس.
عندما وصلا إلى فندق <ماغيللان سان دييغو> تلقيا استقبال الأمراء. طبعا كان المستخدمون يعرفون نك و ربما هو يلقى تلك المعاملة في كل مكان. لكن البهجة تملكت موللي إزاء الترحيب الحار. كانت النافذة الواسعة تطل على الشاطئ, في ميناء ميشين الهادئ حيث عشرات العائلات تستمتع بالشمس والمياه المنعشة. وكانت مياها زرقاء مغرية للغاية. 
وقف نك عند عتبة الجناح ينظر إليها و يداه في جيبيه:" أتريدين الذهاب للسباحة؟"
التفتت إليه موللي بابتسامتها المتألقة:" بكل تأكيد سأغير ملابسي حالما تصل حقائبنا. إنه فندق جميل."
- فلنأكل أولا, ثم نمضي طوال فترة العصر على الشاطئ إذا أحببت. ويمكننا فيما بعد التسكع في أنحاء البهو لتختاري المكان المناسب لتعليق لوحتك. لقد اخترت لوحة الزورق لهذا الفندق.
أومأت موللي و هي تعود لتتأمل المياه. لديهما أكثر من أربع و عشرين ساعة معا و هي تريد أن تستغل كل دقيقة.
عندما وصلت الحقائب ارتدت ثوب السباحة ثم لبست فوقه ثوبا فضفاضا و رفعت شعرها إلى أعلى و لبست صندلا خفيفا. ثم عادت إلى غرفة الجلوس في الجناح و انتظرت حضور نك وهي تتمشى في أنحاء الغرفة المترفة معجبة بالأثاث و حس الأناقة في كل قطعة.
- جاهزة؟
سألها من الباب المؤدي إلى غرفته. كان يرتدي سروالا قصيرا قطنيا.
- جاهزة!
قادها إلى مقهى خارجي و مظلل بالأشجار و المظلات يطل على الخليج. وكان أصص الأزهار المتألقة منتشرة في الفسحة فشعرا أنهما يتناولان الطعام في فردوس استوائي. نظرت موللي إلى قائمة الطعام وقالت:" أريد سلطة القريدس. إنه الشيء الوحيد الذي يناسب هذه الجلسة. ما أجمل المكان هنا! أنا متلهفة إلى الرسم..."
و أشارت بيديها إلى أنحاء المكان. كم تحب أن تمسك بيديها ظلال لون المياه الأزرق بدرجاته المختلفة. حمرة و صفرة الأزهار و خضرة الشجر الداكنة. كانت هذه وليمة لحواسها.
قال لها نك بعفوية:" هودي إلى هنا مرة أخرى و ارسمي هذه المناظر."
كانت عيناه مختفيتين وراء نظارات قاتمة فتساءلت عما يفكر فيه. هل يحتمل أن يعودا معا ذات يوم؟ أم أنه يعد الأيام حتى تتعافى أمه فيتخلص منها؟
عندما انتهى الغداء, انتقلا إلى الشاطئ الذي كان مزدحما بالعائلات و العشاق. لكنهما رأيا, أثناء سيرهما, كرسيين خاليين فنشرا عليهما المنشفتين التين أحضراهما معهما من الفندق.
حاولت موللي أن تبقي نظراتها على المياه, لكن جاذبية نك كانت قوية للغاية. كان لون جسده بلون العسل و كان واضحا أنه تعرض للشمس عدة مرات قبل ات يأتي في هذه الزيارة إلى فندقه.
خلعت ثوبها و ركضت إلى الماء المنعش و سرعان ما غطست فيه تخفف حرارة جسمها, و تحاول أن تركز اهتمامها على أي شيء ما عدا نك.
لكن هذا لم يكن سهلا إذ ما لبث أن وافاها نك, بعد أن غاص إلى الأعماق ليبرز بجانبها:" هذا حسن."
قالت هذا و هي تختبر الماء و تنظر حولها. و مرة أخرى انجذبت نظراتها إليه. و بجرأة مدت يدها تلامس كتفه فسألها:" هل أنت مسرورة لمجيئك؟"
- نعم.
كانت فترة العصر رائعة. تخبطا في المياه. ومرة أخرى انجذبت نظراتها إليه. و سبحا إلى الأعماق الباردة و استلقيا في الشمس فترة على الشاطئ و سرعان ما انتقلا إلى تحت مظلة واسعة ليتجنبا حروق الشمس. كان الحديث بسيطا متقطعا. لكن جلستهما كانت مريحة للغاية بحيث لم تستطع أن تمنع نفسها من النعاس. انتبهت و نظرت إلى نك وكان هذا يتأملها:
- ربما كان عليك أن تنامي هذا الصباح.
- آه, لا. ما كنت لغير شيئا هذا اليوم. يمكنني أن أنام غدا أليس كذلك؟
- كما تشائين. لكن هناك مركبا سيخرج صباح الغد في نزهة قصيرة. ظننتك ربما تحبين ذلك.
ابتسمت حالمة. إنه يتصرف كخطيب حقيقي... يبحث عن أشياء بهيجة يقومان بها في هذه العطلة الأسبوعية. هل سيتجاهل شروطها فيما بعد؟ ويطلب أكثر من ذلك؟ وتمنت ألا يحدث ... سيفسد كل شيء.

- نك بايلي, ماذا تفعل هنا؟ ظننتك لا تترك مكتبك أبدا.
رفع نك بصره, ثم مد يده مصافحا. كان سام بيركنز أحد أصدقائه منذ أيام الجامعة لكنه لم يره منذ استلم إدارة الفنادق بعد وفاة أبيه.
- وماذا تفعل أنت هنا؟ ظننتك لم تغادر لوس انجلس قط.
فقال سام بزهو:" أنت تعلم أنني تزوجت و عندما يتزوج الرجل لا يمكنه العمل طوال الوقت."
و أشار إلى شقراء جميلة تلاعب طفلا يدرج على الشاطئ:" تلك هي ستيفي و طفلنا جويل. أريدك أن تتعرف إليها. لم أصدق عيني حين رأيتك تسبح منذ فترة. ولم أكن متأكدا من أنه أنت."
ابتسم نك و نظر إلى المرأة الجميلة. تعلق بصره لحظة بالصبي الصغير الذي كان يركض إلى الماء دون خوف, لتختطفه أمه حين أخذ يركض و ضحك الاثنان و كأنهما يستمتعان باللعبة. ثم عادت توقفه على قدميه و مرة اخرى توجه نحو الماء.
كان نك و سام في فريق السباحة في الجامعة معا.و بعد ذلك أنشأ سام شركة استيراد و تصدير في لوس انجلوس مختصة بالفن الآسيوي. وكان آخر رجل يتوقع منه أن يتزوج. وتذكر مدى دهشته عندما تلقى الدعوة إلى زفافه, رغم أنه لم يستطع تلبية الدعوة. وكان منذ ثلاثة أو أربعة أعوام.
و الآن أصبح لدى سام ابن.
و شعر بانقباض في صدره. إنه في السادسة و الثلاثين و هو يكبر في السن وكما تقول أمه دوما, كان لدى والديه طفل في سن الدراسة عندما كانا في عمره. نظر إلى موللي التي جلست لتلقي التحية:" سام, أقدم إليك موللي ماغاير. موللي, سام صديق قديم كنا معا في الجامعة."
- سررت بمعرفتك يا موللي.
قال سام هذا و هو يمد يده مصافحا. ثم نقل نظراته بينهما وهو يرفع حاجبيه مستفهما بصمت. فقال نك :" أنا و موللي خطيبان."
ربت سام على كتفه:" حان الوقت لذلك.هذا خبر عظيم. تهاني! موللي لقد حصلت على رجل هائل. لماذا لا تتعشيان معنا أنا وستيفي؟ يمكننا أن نحتفل بذلك بشكل مناسب في مطعم "كوف" طبعا."
قال هذا ذاكرا أحد مطاعم الفندق فأومأ نك :" عند السابعة؟"
- عظيم سأراكما هناك.
و ابتسم لهما ثم اتجه حيث زوجته و ابنه.
راقبهم نك للحظة ثم نظر إلى موللي التي كانت تتأمل الأسرة مفكرة. العشاء مع سام و زوجته سيخفف من مفعول العشاء مع موللي وحدها. أليس لديها فكرة كم تبدو مذهلة في ثوب السباحة ذاك المؤلف من قطعتين؟ و حول نظراته عنها مرة أخرى متسائلا عما إذا كان بحاجة إلى غطسة أخرى في الماء البارد ليبرد أحاسيسه الملتهبة.
أغمض عينيه و حاول أن يفكر في شيء آخر. في أي شيء ما عدا موللي و بشرتها الذهبية و شعرها الرطب المكوم فوق رأسها. كم كان يود أن يفكه و يسدله على كتفيها و يدفن وجهه فيه و يتشمم رائحتها.
لكنه سينفذ رغبتها إلا إذا أبدت رغبة في تغييرها.
قالت:" كان ينبغي أن تقول إنني مجرد صديقة."
فالتفت إليها:" ماذا؟ ما الذي تتحدثين عنه؟"
- لم يكن ضروريا أن يظننا مخطوبين.غنه سيتساءل عن المستقبل.
- هذه مسألة سهلة.
فتمتمت و هي تغمض عينيها :" طبعا."
كان نك يعلم أن سام متزوج لكن رؤيته مع زوجته و ابنه جعل ذلك حقيقيا. و غير نظرته إلى صديقه القديم.
نظرة سام المزهوة حين تحدث عن زوجته و ابنه اخترقت صميم الموضوع. سام يحب حياته الزوجية. يحب كونه زوجا و رب أسرة و تساءل عما إذا كان سيحب هو أيضا شيئا كهذا.
*******
لم تعرف موللي ما إذا كان الثوب الذي أحضرته معها للعشاء جيدا بما يكفي. كانت تظن أنها و نك سيجلسان فقط في مطعم هادئ. وهي, بكل تأكيد لم تتوقع أن تمثل دور الخطيبة المغرمة أثناء تناول العشاء مع صديق قديم. وهذا لا يعني أنها لا تريد أن تتناول العشاء مع الزوجين فهي بهذا ستعرف المزيد عن نك.
و لكن إلى أي حد؟ تساءلت و هي تحدق في صورتها في المرآة. كان الاسمرار يكسو وجنتيها و أنفها نتيجة قضاء عصر هذا النهار في الشمس. كومت شعرها على رأسها باختلاف قليل عما كان عليه بعد الظهر فقد تركت بعض الخصلات تنسدل على كتفيها. تعمددت أن تبدو مغرية قدر إمكانها.
ألا ينبغي على الخطيبة أن تبدو مغرية؟ إنها جاهزة, وليلتهب قلب نك شوقا لامرأة عابرة. لكنها ترجو أن يتمكن قلبها هي من التماسك ...

للعودة الى الفصل 8 اضغط هنا
النهاية

No comments:

Post a Comment

اقرا المزيد