Recent Tube

test

اخر الاخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

Monday 4 December 2017

رواية "اللهب والفراشة" للكاتبة اليزابيث هنتر" الفصل 2





توجهت مادلين مباشرة الى قسم الاستقبال بالفندق لاخذ مفتاح غرفتها لكنها فوجئت بموظف الاستعالامات يخبرها ان اقامتها في الفندق قد انتهت وانها والسيدة ايناى سيطيران الى انقرة وسألها عن السبب في عدم مرافقتها للسيدة ايناي ولما ابلغته مادلين وهى في حيرة بانه لابد وان يكون قد اخطأ لان السيدة ايناي أمضت اليوم بصحبة بعض الاصدقاء اكد لها ان السيدة ايناى قد عادت الى الفندق في فترة بعد الغذاء وهى في غاية الاضطراب ودفعت حساب الفندق وأخذت كل حاجاتها بما في ذلك حقيبة مادلين ايضا وجواز سفرها وانه تم تاجير غرفة مادلين لنزيل اخر فقالت مادلين وهى خائفة " ولكن لايمكن ان تفعل ذلك " 
وأحست مادلين بجفاف في حلقها من شدة الاضطراب ولكنها قالت لنفسها انه لا يجب ان يستبد بها الخوف فلابد ان يكون ه ناك تفسير منطقي ومعقول لهذا الموقف وطلبت مادلين مقابلة مدير الفندق فربما تكون السيدة اديناي تركت معه عنوانا تلحق به عليها تاخر مدير الفندق فترة طويلة قبل ان يحضر مما جعل مادلين مع مجيئ المساء تشعر بالحرج الشديد وهى تري نزلاء الفندق ارتدوا ملابس المساء في حين انها مازالت بالملابس التى خرجت بها في جولتها الصباحية واعتقدت ان الجميع يرقبونها وعندما جاء مدير الفندق ابلغ مادلين انه لم يصادف مثل هذا الموقف في فندقه من قبل واستفسرت منه عن العنوان الذي تركته معه السيدة اديناي فاجابها بانها لم تترك أي عنوان واعرب عن دهشته الشديدية لتصرف السيدة اديناي التى اختفت ولم تترك حتى جواز سفر مادلين .
وأحست مادلين بان ساقيها لا تقويان على حملها فجلست وهى تقول " انه لامر يدعو الى السخرية "

قال مدير الفندق " لابد من الاتصال بالشرطة التى سوف تتولي امرك ولكن الشيئ المؤكد هو انه لايمكنك البقاء هنا بلا مال او جواز سفر "
قالت مادلين في حسرة " وبلا ملابس ايضا " 
" لا شك ان السيدة اديناي مجنونة فماذا ظنت انك فاعلة ؟ انني اسف جدا لحالك يا انسة ؟ ولكنك تعلمين انه يستحيل بقاؤك في الفندق ؟ "
" ان كان هذا رأيك فهل هناك ضروروة للاتصال بالشرطة ؟ "
" وهل هناك حل اخر ؟ انهم يستطيعون التحقق من المكان الذي توجهت اليه في انقرةان كانت فعلا ذهبت الى هناك انني لست مسؤولا عن هذه الكارثة ولابد من حماية الفندق "
ولما سألها المدير عما اذا كانت تعرف شخصا اخر في اسطنبول اجابته بان شقيق زوج السيدة اديناي موجود ف ياسطنبول ولكنها لا تعرف عنوانه الا انه علمت انه يحاضر في جامعة البوسفور ورجته ان يستفسر من الجامعة عن محل اقامته فتهلل اسارير المدير ووعدها ان يبذل قصاري جهده بالرغم ان اليوم عطلة وطلب منها ان لا تقلق .
وعندما تاخر المدير في لرجوع اليها اخذ اليأس يددب في نفسها وراحت تفكر بزنزانات شرطة اسطنبول وفي تلك اللحظة حضر المدير واسارير وجهه منبسطة وأبلغها بانه حصل على العنوان المطلوب وانهم في الجامعة كانوا مترددين واعطائه العنوان ولكنهم عندما علموا بورطتها رغبوا في تقديم المساعدة وابلغوه انه في استطاعتها الاقامة في منزل السيد اديناي الى ان يتم العثور على السيدة اديناي في انقرة وسارع في توديع مادلين حتى الطريق الذي كان يسوده الظلام والرياح الباردة تلفح ذراعيها العاريتين مما جعلها ترتعد ودهشت مادلين عندما اكتشفت ان السيد اديناي يعيش في الجزء الاسيوي ممن المدينة وقد أبلغها مدير الفندق وهو يسعي للتخلص منها واخراجها من الفندق ان عليها ان تستقل العبارة البحرية الى اسكودار عند جسر جالاتا مقابل بعض بنسات وسيكون الامر سهلا جدا بالنسبة اليها .

كانت المسافة الى الجسر اطول مما تصورت وهو احد الجسرين يمتدان عبر القرن الذهبي ويوصلان بين القسمين الاوروربي القديم والجديد بالمدينة وقد اخذت العبارات تنشط على جانبي الجسر . وشعرت برذاذ المطر يبلل وجهها فسارعت العدو لمسافة قصيرة حتى وصلت الجسر وهناك استلقت العبارة بعد ان انتظمت في طابور طويل ولم تجد لنفسها مكانا في داخل العبارة تلتمس الدفء فيه فاضطرت للصعود الى السطح وأخذت تتطلع الى بحر مرمرة الذي يلفه الظلام وهو يضيق حتى عنق مضيق البوسفور الذي يصل بين بحر مرمرة والبحر الاسود مبتعدا بضعة اميال الى الشمال وكان البرد قارسا مما جعل مادلين تدلك ذراعيها لكي تدفع الدم الى عروقها ولاحظت ان عيون بعض النساء ترمقها من تحت أغطية الرأس التى لا تغطي الوجه وان كانت تكسب من ترتديها احساسا بالاحتشام وعندما وصلت العبارة وقفت مادلين في الطريق والمطر يبللها وأحست بأنها لم تكن في حياتها أتعس مما هى عليه كانت نظرتها الى البلدان الخارجية انها تنعم بالشمس الدافئة الا ان الوضع يختلف بالنسبة لاسطنبول شأنها في ذلك شأن نصف الكرة الشمالي حيث يقترب فصل الشتاء بسرعة . 

سمعت صوت صبي يٍسألها عما ذا كانت تريد دليلا وقد ظنها امريكية فأوضحت له انها انجليزية وأطلعته على العنوان الذي معها وتبعته مادلين وبدت على بعد اضواء من الجانب الاوروربي لاسطنبول في حين راحت السفن تذرع المضيق الذي يفصل بين القارتبين جيئة وذهابا وتوقف الصبي وهو يشير الى احد المنازل قائلا " هذا المنزل الذي تقصدينه " ولكن الصبي تملكه الاستياء عندما وجد المنزل مهجورا وانتقلت مشاعر الاستياء منه بسرعة الى مادلين خاصة عندما اخذ يطرق الباب بدون ان يجيبه احد وأخذت دموعها تنهمر وهى تصيح قائلة " لابد ان ادخل هذا البيت " 
وحاول الصبي ان يهدء من روعها وربت على كتفها واشار اليها ان تنتظر عودته ولم يكن امامها وي الانتظار وبعد فترة عاد الصبي وبرفقته سيدة تركية اعتذرت لها وفتحت باب المنزل وهمس الصبي لمادلين بان تلك السيدة تدعي محريماه فاعطته مادلين بعض النقود وانصرف وعندما دخلت سألت السيدة عما اذا كان هذا منزل السيد اديناه فأومأت اليها بالايجاب وقدمت اليها نفسها " محريماه "
" فقدمت مادلين نفسها وهى تحاول الابتسام " مادلين كارفيل "
فهزت المراة رأسها بارتياح قائلة " مادلين خانم "
وابتسمت المراة واخذت تضيئ الانوار في طريقها وتبعتها مادلين الى غرفة الاستقابل ولم تبد تلك السيدة اى دهشة لقدوم امراة غريبة لزيارة مخدومها ولكن ان كان ماقالته لها اورسولا صحيحا فانه ان هذه السيدة اعتادت على تلك الزيارات وتمنت مادلين ان يظل السيد اديناي غائبا ولو لبعض الوقت ريثما تعود الى حالتها الطبيعية .

واقتربت السيدة من مادلين وربتت على كتفها برفق فتبعتها مادلين الى اعلي وازداد احساس مادلين بالحرج عندما اخذت السيدة ترشدها الى مكان الحمام وغرفة النوم المخصصة لها والتى توقعت ان تبيت فيها مادلين . 
ولاحظت مادلين ان سل المنزل من الرخام مما يشير الى البذخ والثراء كما ان الاثاث برغم انه رخيص وقديم الا ان معظمه من التحف القديمة التى تتماشي مع الخطوط الهندسية للبيت وهذا هو مبعث القلقل والتسائل فكيف يتسني للسيد اديناي وهو محاضر جامعي ان يحيا هذه الحياة المرفهة ؟ ومن اين له المال الذي ينفقه على تلك الحياة ؟ ظل هذا القلق المتزايد يلازمها لفترة طويلة بعد ان غادرت محريماه البيت وتركتها وحدها وأحست مادلين بالوحدة بعد انصرافها وراحت تتجول في غرف الطابق السفلي محاولة الايحاء لنفسها بأنها ليست غريبة ولكنها لم تفلح في جلب هذا الشعور لنفسها وتوجهت الى المطبخ واعدت لنفسها طعاما وكانت تلك هى اول وجبة تتناولها من ذلك الوقت التعس الذي تناولت فيه الشاي مع ماروك بك في اعلي برج جالاتا وادركت عند ئذ ان ماكانت تحس به من الام المعدة لم يكن سببه توترها العصبي وانما الجوع الشديد وبمضي الوقت اخذت تسترد ثقتها بنفسها وبدأت تشعر بالارتياح فمن الواضح ان السيد اديناي مازال بعيدا عن هذا المكمان وانها تستطيع المبيت الليلة بطولها وحدها في البيت ولكنها أحست بالرغم من ذلك ان السيد اديناي ربما يستاء لانها بالغت بتصرفاتها وكأنها في بيتها وبرغم هذا فانهخا اتجحهت الى غرفة الاستقبال وجذبت كرسيا الى جوار النافذة وجلست في الظلام تحاول ان تتخيل المنظر الذي تطل عليه النافذة في النهار وعندما ملت اضاءت النور واخذت تتجول محاولة اكتشاف مفاتيح شخصية اديناي .

نظرة واحدة الى الرفوف الكتب أوضحت لها انه لا يشسارك زوجة اخيه الميول الا فيما قل وحكرت مادلين بصرها عن الكتب الى السجادة الجميلة التى تعد قطعة فنية من الفن التركي وراحت تفكر كم يكون عمرها وعما اذا كانت مشغولة يدويا . ونظرت الى ساعتها فوجدتها تقترب من الحادية عشر مساءا فاحست بحاجتها الشديدة الى النوم فصعدت الى اعلي ودخلت غرفة النوم وفتحت خزانه الملابس لتبحث عن رداء او بيجاما من بيجامات السيد اديناي لترتديها فاستقر رأيها على رداء معين وقبل ان تغلق خزانه الملابس متوجهة الى الحمام فوجئت برداء نسائي خليع لا يصلح الا للراقصات ولم تكن بحاجة الى خيال لتدرك السبب في وجود هذا الرداء في خزانة الملابس الخاصة بالسيد اديناي وسارعت مادلين بأخذ حمامها وقد استبد به الغضب الذي أشعلته روح الفضيلة في نفسها وتمددت مادلين في حوض الاستحمام وأخذ الماء الدافئ يهدئ من حدة غضبها وأقرت بأنها بدأت تشارك مضيفها ميله للحياة المترفة بغض النظر عن رأيها في أخلاقياته وكان الحوض متسعا ومصنوعا من الرخام والمناشف جافة ونظيفة ولم تستريح مادلين في البداية لتلك المرايا التى تغطي معظم الجدران ولكنها بدأت تتقبلها كان السرير يتسع لشخصين وفاخر بطريقة لم تألفها وهى التى اعتادت النوم على سرير في بيت ابويها عرضه قدمان وطوله ستت اقدام وغاص جسمها في السري وهى تتمني ان لا تستيقظ من فرط الراححة التى شعرت بها . 
واستيقظت اخيرا وبدأت تتنبه وتتذكر المكان الذي هى فيه وسمعت ضجة وصوتا نسائيا مرحا ثم قهقه عاد اذن السيد اديناي الى بيته مثلما توقعت ولكن الضحكات النسائية توقفت وتحولت الى استعطاف ثم ساد الصمت من جديد وأصيبت مادلين بالذعر وحدثتها نفسها بان تنزول لنجدة الفتاة التعسة التى وقعت في براثين السيد اديناي وتمنت مادلين لو انها لم تستيقظ فما الذي ستفعله الان ؟ فهي لا تستطيع ان تنزل الى الطابق الارضي لتقطع عليهما ما هما فيه كما انها لا تستطيع ان تظل جالسة فوق هذا السرير نظرا لان الدلائل كلها تشير الىانه قد يحتاج الى هذا السرير في اية لحظة وتخيلت مدي الغضب عندما يكتشف وجودها في بيته بدون ان يدعوها احد وبدون ابلاغه بذلك واصابها الذعر والخوف وهى تظن انها انه سيجعلها تحمل امتعتها وترحل . 

وسمعته يتحدث بالتركية بطلاقة بدون ان تفهم منه كلمة واحدة ثم استطاعت ان تميز صوت محريماه وهى تتحدث اليه ثم قال لها بالانجليزية بضع كلمات فهمت نها ان محريماه قد أبلغته بوجودها غير المرغوب فيه ولكنها دهشت عندما لاحظت انه لم يغضب وسمعته يضحك وأعقب ذلك صوت الفتاة وهى تئن بشدة وتوبخه وتستعطفه لشيئ لا تعرفه مادلين .

وتحدثت محريماه بعد ذلك بصوت مرح ولم يعترض الرجل ثم سمع باب المنزل يفتح ويغلق بشدة وساد عندئذ صمت مخيف واطبقت مادلين يديها وتحركت لتنزل من فوق السرير ولكن الوقت جاء متاخرا جدا فقد سمعت خطواته وهو يصعد السلم في خفة وسرعة وكاد الدم يتجمد في عروقها وهى تري خيالة اثناء سيره في الممر انه ليس طويلا مثلما تخيلته من قبل بل انه قصير وهو يشبه في طوله والحجم ماروك بك التركي الذي التقت به ظهر اليوم السابق وأخذ قلبها يسرع في الخفقان عندما تذكرت ماروك بك وقررت ان توقد المصباح ولكنها غيرت رأيها وضمت ركبتيها الى صدرها ز 
وظهر الرجل امامها في ضوء المصباح العلوي مبتسما وأخذ كل منهما يحملق في الاخر وفغرت مادلين فمها وراحت تبتلع لعابها انها لابد دخلت بيتا اخر غير الذي تقصده وهذا الذي يقف امامها ليس شقيق زوج اورسلا ولايمكن ان يكون ؟. 
قالت هامسة " ماروك بك "
فاحني رأسه تحية لها وعيناه تنظران باهتمااما الى الروب الخاص به الذي ترتديه مادلين فجذبت اروب حتى عنقها وشدت الحزام حول وسطها بقوة حتى كاد ان يشطرها الى نصفين وقالت في تردد " امل الا يضايقك هذا " 
وارتسمت على ثغره ابتسامه عريضة وهو يقول لها " حسنا حسنا مليحة هانم "
تراجعت في جلستها وقالت له " وجدته في خزانة ملابسك " 
" فهز رأسه قليلا وقال " هذا أمر يؤسف له ولكنك تبدين بالرغم من ذلك في صورة تبعث علي الفرح وانت ترتدينه اليست لديك اى ملابس بدلا من استلائك على ردائي ؟"
" ملابسي كانت مبتله " 
فقال لها وعيناه الرماديتان يزداد بريقهما وهو يحملق فيها " لست مستاء يا مليحة " 
" سوف اغادر هذا البيت " 
" وتجاهل كلامها وسألها قائلا " " كيف عثرت علي اليالي الخاصة بي ؟ "
" فاختلست نظرة اليه وقالت له " لا اعلم مامعني يالي "
" يالي هى الفيلا المقامة على الشاطئ "
" والتقت عيناها بعينيه فاحمرت وجنتاها وقالت له " اوه انا لا أعرف ايضا معني كلمة مليحة "
"معناها بالتركية الجميلة وانا اعتبرك جميلة جدا "
وأحست مادلين بحلقها يجف فجأة وجذبت الرداء نحوها بحركة دفاعية مما أصار ضحكه فقال لها "انك سمراء وغامضة وجميلة جدا جدا "

للعودة الى الفصل الاول اضغط هنا
النهاية

No comments:

Post a Comment

اقرا المزيد